السبت، 13 أبريل 2024

خلق من اخلاق نبينا

 


✍🏼 خُلُق عظيم من أخلاق رسول الله ﷺ.

حديث عائشة -رضى الله عنها- قالت:
"ما ضرب رسول الله ﷺ شيئاً قطُّ بيده، ولا امرأةً، ولا خادماً، إلا أن يجاهد في سبيل الله، وما نِيلَ منه شيء قطُّ فينتقم من صاحبه إلا أن يُنتهك شيء من محارم الله، فينتقم لله تعالى." رواه مسلم.

قولها: ما ضرب رسول الله ﷺ شيئاً قط بيده يعني: لا بهيمة، ولا صغيراً، ولا كبيراً، ما ضرب شيئًا فإن "شيئاً" نكرة في سياق النفي، فذلك للعموم.

"ولا امرأة، ولا خادمًا" المرأة والخادم هي من جملة ما يدخل في الشيء، فيما سبق من قولها: ما ضرب شيئاً، لكنها خصّت ذلك بالذِّكر؛ لأنه جرت عادة الكثيرين أن يضربوا المرأة والخادم؛ للتأديب.

"إلا أن يجاهد في سبيل الله" بمعنى: أنه يضرب أعداء الله -تبارك وتعالى.

"وما نيل منه شيء قط": يعني: من عرضه، أو ما نيل منه بأي لون من الإساءة، والتعدي، "فينتقم من صاحبه إلا أن ينتهك شيءٌ من محارم الله"، يحتمل أن يكون الاستثناء هنا من قبيل المتصل، بمعنى: أنه لا ينتقم إذا نيل منه إلا أن ينتهك شيءٌ من محارم الله، يعني: إذا كان في هذه الإساءة انتهاك لشيء من محارم الله، ويحتمل أن يكون الاستثناء منقطعاً، والمعنى يكون هكذا: وما نيل منه شيءٌ قط فينتقم من صاحبه، لكن إذا انتهكت محارم الله انتقم لله، لا أنه ينتقم لنفسه ﷺ.
وهذه تربية وأخلاق عالية، كون الإنسان لا يضرب بيده أحداً، وكذلك أيضاً أنه لا ينتقم لنفسه، وإنما يكون انتقامه لله تبارك وتعالى.

السبت، 6 أبريل 2024

الاحيان للبنات

 


الإحسان إلى البنات ستر من النار

دَخَلَتِ امْرَأَةٌ معهَا ابْنَتَانِ لَهَا تَسْأَلُ ، فَلَمْ تَجِدْ عِندِي شيئًا غيرَ تَمْرَةٍ ، فأعْطَيْتُهَا إيَّاهَا ، فَقَسَمَتْهَا بيْنَ ابْنَتَيْهَا ، ولَمْ تَأْكُلْ منها ، ثُمَّ قَامَتْ ، فَخَرَجَتْ ، فَدَخَلَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عَلَيْنَا ، فأخْبَرْتُهُ فَقالَ : ((مَنِ ابْتُلِيَ مِن هذِه البَنَاتِ بشيءٍ كُنَّ له سِتْرًا مِنَ النَّارِ)).


#الراوي : عائشة أم المؤمنين

#المصدر : صحيح البخاري


📋 #شــرح_الـحـديـث 

جاء الإسلامُ باجتِثاثِ عاداتِ الجاهليَّةِ المنكَرةِ ، ومِن ذلك أنَّه أَوْصَى بالبَناتِ مِن الذُّرِّيَّةِ ، وحرَّمَ وأْدَهنَّ وقَتْلَهنَّ ، وبَذَرَ في قُلوبِ أَتْباعِه الموَدَّةَ والرَّحمةَ لهنَّ ، ووعَد على الإحْسانِ إليهِنَّ وتَربيتِهنَّ الخيرَ كُلَّه.

وفي هذا الحديثِ تَروي أمُّ المؤمنينَ عائشةُ رَضيَ اللهُ عنها أنَّ امرأةً دخلَتْ عليها ومعها ابنتانِ لها تسأَلُها حاجةً مِن الصدَقةِ ، فلمْ تجِدْ عائِشةُ رَضيَ اللهُ عنها إلَّا تمرةً ، فتصدَّقت بها ، فقسَمَتْها المرأةُ بيْنَ ابنتَيْها ولم تأكُلْ هي منها ، فحكَتْ عائشةُ رَضيَ اللهُ عنها للنبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ما حدَث ، فبَيَّن لها أنَّ مَن قُدِّر له ووهَب اللهُ له شَيئًا مِن البَناتِ ، فأحسَنَ إليهنَّ بالكَفالةِ والقِيامِ بحُقوقِهنَّ وتأديبهنَّ ونحوِ ذلك- كُنَّ له سِترًا مِن النَّار ؛ لأنَّه يَسترُهنَّ في الدُّنيا بإحسانِه إليهِنَّ ، وبسببِ تَربيَتِهِنَّ، فيَستُرُه اللهُ ؛ جِزاءً وِفاقًا.

👈 وسُمِّيت هِبةُ الإناث ابتِلاءً ؛ لِمَا في كَفالتِهنَّ مِن المشقَّةِ والتَّعَبِ ، أو لِكُرْهِ الناسِ عادةً لَهُنَّ ، ولأنَّه يَغلِبُ ألَّا يَكُنَّ مَورِدَ كَسبٍ وعَيشٍ ، فالابتِلاءُ بمَعنى الاختِبارِ ، ومَعناه : مَنِ اختُبِرَ بشَيءٍ مِنَ البَناتِ ؛ لِيُنظَرَ ما يَفعَلُ : أيُحسِنُ إليهِنَّ أمْ يُسيءُ.

#قيل : يُريدُ بهذا أنَّ أجْرَ القِيامِ على البَناتِ أعْظَمُ من أَجْرِ القِيامِ على البَنينَ ؛ إذْ لم يذْكُرْ مِثْلَ ذلك في حَقِّهِم ؛ وذلك -واللهُ أعْلَمُ- لأجْلِ أنَّ مُؤْنةَ البَناتِ والاهتمامَ بأُمورِهِنَّ أعظَمُ مِن أُمورِ البَنينَ ؛ لأنَّهن عَوْراتٌ لا يُباشِرْنَ أُمورَهُنَّ ، ولا يَتصَرَّفْنَ تصَرُّفَ البَنينَ ، وكذلك لأنَّهن لا يَتعلَّقُ بهنَّ طَمَعُ الأبِ أو الأخِ بالاسْتِقْواءِ بِهِنُّ على الأعْداءِ ، وإحياءِ اسْمِ الآباءِ ، واتِّصالِ نَسَبِهِم وغَيرِ ذلك كما يَتعلَّقُ بالذَّكَرِ ، فاحْتاجَ ذلك إلى الصَّبرِ والإخْلاصِ مِنَ المُنْفِقِ عليهِنَّ مع حُسْنِ النِّيَّةِ ، وهذا ما يُنجيهِ مِن النارِ.


#وفي_الحديث :

● الحثُّ على الصَّدقةِ بما قَلَّ وما جَلَّ.

● وفيه : ألَّا يحتقِرَ الإنسانُ ما يَتصدَّقُ به.

● وفيه : شدَّةُ حِرصِ عائِشةَ رَضيَ اللهُ عنها على الصَّدقةِ.

● وفيه : أنَّ النَّفقةَ على البناتِ والسَّعيَ عليهِنَّ مِن أفضلِ أعمالِ البِرِّ المُجنِّبةِ مِن النَّارِ.

الخميس، 4 أبريل 2024

لا اخفي عليكم امرا



 لا أخفي عليكم أمرًا ..

أخاف وقلبي يرتجف عندما يمدحني أحدهم ويمدح التزامي، أخاف أن أكون عند الله صفرًا وأن أكون من "الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا "
أخاف أن يأخذني احدهم قدوةً له وأنا قد أكون ليس أهلًا لذلك!
تالله لم أدعي الإلتزام قط فـ أنا بشرًا يرجوا حب ورضي الله عليه مبتغاه الجنة، فاللهمَ أصلح ظاهري وباطني وأجعلني من الصالحين المُصلحين وإياكم."
‏وإني أبرأ إلى الله من كل مدح ليس في، ومن كل من وضعني في مقام لا أستحقه.
ولا يعني إذا كتبت شيئًا دينيًا أو نشرت نصيحة أنني من الصالحين،
لعلي أوقظ قلبا بما أكتبه أو أدل تائها أو يهدي الله على يدي عاصيًا فيكتب الله أجري.
‏ولكنّي لستُ صالح ولستُ من أهل التقوى ولم أبلغ منازلهم، أنا فقط أحاول النجاة، أسعى أن أكون منهم وأتتبع أثرهم،أسال الله أن يحشرني معهم.
وإنى ادعوا الله لي ولكم أن نكون  من زمرة الصالحين ونسأل الله أن يبلغنا هذه المنزلة،
لكنني لستُ صالح بقدر ما أنا "مستور"

‏فلولا ستر الله علينا لنفرنا من بعضنا البعض، كلنا ذنوب وعيوب من رأسنا الى أخمص أقدامنا ولكننا نجاهد ونسعى أن تدركنا رحمة الله ومغفرته.
فمن أراد لي خيرا حقا لا يمدحني، وإنما يدعو لي بظهر الغيب أن يغفر الله لي ما ستره عنكم وأخفاه ويصلحني ويهديني، فهذا حقًا ما يُسعدني ويَنفعني والله المُستعان ..
اللهمَّ لوجهك ، وللإسلام وأهله .."

الأربعاء، 3 أبريل 2024

مدرسة الاخلاق

 


#مدرسة_الأخلاق

📚 قال الإمام ابن القيم – رحمه الله - : " وكثير من الناس يتعلم المروءة ومكارم الأخلاق من الموصوفين بأضدادها , كما روي عن بعض الأكابر أنه كان له مملوك سيء الخلق , فظ , غليظ , لا يناسبه , فسئل عن ذلك فقال : أدرس عليه مكارم الأخلاق ! وهذا يكون بمعرفة مكارم الأخلاق في ضد أخلاقه , ويكون بتمرين النفس على مصاحبته ومعاشرته والصبر عليه " .  " مدارج السالكين " (1/301).

سيء.الخلق.أشقى.الناس
قال أبو حازم – رحمه الله - :
" السيئ الخلق أشقى الناس به نفسه التي بين جنبيه , هي منه في بلاء , ثم زوجته , ثم ولده , حتى أنه ليدخل بيته وإنهم لفي سرور , فيسمعون صوته , فيفرون عنه فرقا منه, وحتى أن دابته تحيد ؛ مما يرميها بالحجارة , وإن كلبه ليراه فينزو على الجدار , حتى إن قطه ليفر منه " . " سير أعلام النبلاء ". (1/99).

ابن.قدامة.يقتل.خصمه.بالتبسم
من عجائب ما جاء في ترجمة عبد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة , أنه كان لا يناظر أحدا إلا وهو يتبسم , حتى قال بعض الناس : " هذا الشيخ يقتل خصمه بالتبسم . " ذيل طبقات الحنابلة " (2/137) .

السفر.يسفر.عن.أدب.الناس.
● قيل لبعض الكرماء : " كيف اكتسبت مكارم الأخلاق والتأدب مع الأضياف ؟ " فقال : " كانت الأسفار تحوجني إلى أن أفد على الناس , فما استحسنته من أخلاقهم اتبعته , وما استقبحته تركته " . " بهجة المجالس " للأثري (ص15).

خلق الوفاء

 


🔸 خلُق الوفاء 🔸

لقد جاء الإسلام العظيم لتزكية النُّفوس وتطهيرها من كلِّ الرذائل العقديَّة والأخلاقيَّة والسُّلوكيَّة، وبُعِثَ النبيُّ الكريم ﷺ لإقامة التَّوحيد، وإتمام صرح الأخلاق، قال تعالى: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ} [الجمعة:٢]، أي: يُطَهِّرُهم "من الشِّرْك، والمعاصي، والرَّذائل، وسائر مساوئ الأخلاق". تفسير السعدي ص (١٥٥).

وقال النبيُّ ﷺ: «إِنَّمَا بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ صَالِحَ الْأَخْلَاقِ». [مسند أحمد (٨٧٢٩) - صحيح الجامع (٢٣٤٩)].

🟡 معنى الوفاء:
الوفاء: ضدُّ الغدر، والوفاء: الإتمام، والوَفِيُّ: الَّذِي يُعطِي الحقَّ ويأْخذ الحقَّ.
وأَوْفَى الرجلَ حقَّه ووَفَّاه إِياه، بِمَعْنَى: أَكْمَلَه لَهُ وأَعطاه وَافِيًا. لسان العرب (٣٩٨/١٥).

🟡 الوفاء من أبرز أخلاق الإسلام:
إنَّ من أبرز الأخلاق التي دعا إليها الإسلام الوفاء، ومن أسئلة هرقل لأبي سفيان في شأن النبي ﷺ: "وَسَأَلْتُكَ: بِمَاذَا يَأمُرُكُمْ؟ فَزَعَمْتَ أَنَّهُ يَأمُرُكُمْ أَنْ تَعْبُدُوا اللهَ وَحْدَهُ لَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَيَأمُرُكُمْ بِالصِّدْقِ، وَالصَّلاةِ، وَالْعَفَافِ، وَالْوَفَاءِ بِالْعَهْدِ، وَأَدَاءِ الْأَمَانَةِ، وَهَذِهِ صِفَةُ نَبِيٍّ". رواه البخاري (٧)، ومسلم (١٧٧٣).

🟡 الوفاء من صفات الله تعالى:
قال تعالى: {وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ} [التوبة:١١١]، "أَيْ: وَلَا وَاحِدَ أَعْظَمُ وَفَاءً بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهِ مِنَ اللَّهِ، فَإِنَّهُ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ، وَهَذَا كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللهِ حَدِيثًا} [النِّسَاءِ: ٨٧]، {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا} [النِّسَاءِ: ١٢٢]. تفسير ابن كثير (٢١٨/٤).

🟡 والوفاء من صفات الأنبياء:
لقد حلَّى الله أنبياءه بأجمل الصِّفات وأكرم الأخلاق؛ ليكونوا قُدوة للنَّاس، ومنها خُلُق الوفاء، قال تعالى: {وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى} [النجم:٣]، قال قَتَادَةُ: "وَفَّى طَاعَةَ اللَّهِ، وَبَلَّغَ رِسَالَاتِ رَبِّهِ إِلَى خَلْقِهِ". تفسير الطبري (٧٥/٢٢).

وَقَالَ الزَّجَّاجُ -رحمه الله-: "وفَّى إبراهيمُ مَا أُمِرَ بِهِ وَمَا امْتُحِنَ بِهِ مِنْ ذَبْحِ وَلَدِهِ، فعزَم عَلَى ذَلِكَ حَتَّى فَداه اللَّهُ بذِبْح عَظِيمٍ، وامْتُحِنَ بِالصَّبْرِ عَلَى عَذَابِ قَوْمِهِ وأُمِر بالاخْتِتان، فَقِيلَ: وفَّى، وَهِيَ أَبلغ مِنْ وَفَى؛ لأَن الَّذِي امْتُحِنَ بِهِ مَنْ أَعظم المِحَن". لسان العرب (٣٩٩/١٥).

🟡 فضائل وثمرات الوفاء:
الوفاء له فضائل عظيمة وثمرات يانعة يجنيها صاحبها في الدُّنيا والآخرة.

🔸 بالوفاء ينال المسلم الثَّواب العظيم من الله:
قال تعالى: {وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا} [الفتح:١٠]، هذا الأجر "لا يعلم عظمه وقدره إلا الذي آتاه إياه". تفسير السعدي ص (٧٩٢).
عَنْ قَتَادَةَ -رحمه الله- في قوله تعالى: {فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا}، قال: "وَهِيَ الْجَنَّةُ". تفسير الطبري (٢٥٥/٢١).

🔸 والوفاء من أسباب دخول الجنَّة:
قال تعالى: {إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلَا يَنْقُضُونَ الْمِيثَاقَ} إلى قوله: {أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ * جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا} [الرعد:١٩-٢٣].

عَنْ قَتَادَةَ -رحمه الله- قَالَ: "{إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ} فَبَيَّنَ مَنْ هُمْ، فَقَالَ: {الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلَا يَنْقُضُونَ الْمِيثَاقَ} فَعَلَيْكُمْ بِوَفَاءِ الْعَهْدِ، وَلَا تَنْقُضُوا هَذَا الْمِيثَاقَ، فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَدْ نَهَى وَقَدَّمَ فِيهِ أَشَدَّ التَّقْدِمَةِ، فَذَكَرَهُ فِي بِضْعٍ وَعِشْرِينَ مَوْضِعًا، نَصِيحَةً لَكُمْ وَتَقَدِمَةً إِلَيْكُمْ وَحُجَّةً عَلَيْكُمْ، وَإِنَّمَا يَعْظُمُ الْأَمْرُ بِمَا عَظَّمَهُ اللَّهُ بِهِ عِنْدَ أَهْلِ الْفَهْمِ وَالْعَقْلِ، فَعَظِّمُوا مَا عَظَّمَ اللَّهُ". تفسير الطبري (٥٠٧/١٣).

وقال النَّبِيُّ ﷺ: «اضْمَنُوا لِي سِتًّا مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَضْمَنْ لَكُمْ الْجَنَّةَ: اصْدُقُوا إِذَا حَدَّثْتُمْ، وَأَوْفُوا إِذَا وَعَدْتُمْ، وَأَدُّوا إِذَا اؤْتُمِنْتُمْ، وَاحْفَظُوا فُرُوجَكُمْ، وَغُضُّوا أَبْصَارَكُمْ، وَكُفُّوا أَيْدِيَكُمْ». رواه أحمد (٢٢٢٥١)، وحسَّنه الألباني في صحيح الجامع (١٠١٨).

🟡 مجالات الوفاء:
للوفاء مجالات كثيرة وعظيمة، والمسلم الوفي يلزم الوفاء في جميع مجالاته وفي كلِّ أحواله.

🔸 الوفاء بعهد الله:
والوفاء بعهد الله يكون بامتثال أوامره، واجتناب نواهيه، قال تعالى: {يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ} [البقرة:٤٠].

الدين المعامله

 


*الدين المعاملة*

العبادة ليس تأدية  الفرائض فقط والتي هي شرط لقبول العبادات التعاملية التالية

*أنت في عبادة*
🌹عندما تساعد الاخرين
🌹عندما تطعم الـمسكين
🌹عندما تصل أرحامك وتبر الوالدين
🌹عندما تؤدي الأمانة وحقوق الآخرين
🌹عندما تكف لسانك عن الكلام البذيء
🌹عندما تبتسم في وجوه الناس
🌹عندما تكون لطيفاً في تعاملك مع أهلك
🌹عندما تكتم غيظك
🌹عندما تكون سمحا في بيعك وشرائك
🌹عندما ترفض الرشوة
🌹عندما  تحتاط من الخلوة
🌹عندما تغض بصرك
🌹عندما تكون حليما صبورا
🌹عندما تكون متواضعا
🌹عندما تكون صادقا
🌹عندما تكون نظيفا في بيتك
ومكان عملك وشارعك
وإذا كنت موظفا مسؤولا
فأنت في عبادة عظيمة
🌹عندما  تصلح  وتتقن  وتحسن
هذه العبادات التعامليةهي التي تجعل الآخرين يدخلون في دين الله أفواجا كما دخلوه ايام كان لنا قادة حقيقين مخلصين لله

الثلاثاء، 2 أبريل 2024

فوائد الصيام التربويه



 فوائد.الصيام.التربوية

إنّ للصيّام فوائد وبركات كثيرةٌ يمكن للمسلم أن يحصلّها من خلال صيامه ، وفيما يأتي بيان بعضها :
¤ يحقّق المسلم الصائم تقوى الله -تعالى- ورضوانه ، من خلال اتباع كلّ ما أمر به الله تعالى ، واجتنابه كلّ ما حرّم.

¤ يشعر الصائم برحمة الله -تعالى- التي نالها، وتتبين رحمة الله -تعالى- بأنّه لم يفرض الصيام طوال الحياة ، ولا طوال اليوم ، بل أيّامّاً معدودةً ، وأجزاءً من اليوم ، ومن رحمة الله -تعالى- أنّ صيام العبد يصحّ لو أكل أو شرب في حالة النسيان فقط.

¤ يربّي الصيام نفس المسلم ويمتحنها ، من خلال صبره على تحمّل الجوع والعطش ، وقدرته على اتباع أوامر الله تعالى ، واجتناب ما نهى الله عنه.

¤ تزداد وتتقوّى محبّة الله -تعالى- في نفس المؤمن ؛ لأنّ المؤمن يرى ما أعدّ الله -تعالى- له في رمضان ؛ من أجرٍ ومغفرةٍ ، وعطايا وهباتٍ ، فبذلك تزداد المحبّة.

¤ يربّي النفس على الجود والكرم والسّخاء ؛ من خلال إخراج الصدقات ، وقضاء حاجات الناس ، والقيام بالأعمال الصالحة ، والعبادات ؛ كالصلاة ، وقراءة القرآن ، وغير ذلك من الأعمال الصالحة.

¤ يعوّد المسلم بأن يحافظ على نيّته ويجدّدها ، ويحرص على أن تكون خالصةً لوجه الله تعالى ، في جميع مناحي الحياة.

¤ يجعل هناك صلةً بين العبد والقرآن الكريم ، من خلال استحضار الإنسان أنّ القرآن الكريم أنزله الله -تعالى- في شهر رمضان المبارك ، وفي رمضان يُكثر من قراءة القرآن الكريم ، ويتدبّر معانيه ، ويعيش مع القصص التي وردت فيه ، فتزداد علاقة المسلم بكتاب الله تعالى.

¤ يزيد من إقبال الناس على فعل الخيرات.
¤ يؤدي العبد عبادة قيام الليل ، التي تحمل في طيّاتها أجر عباداتٍ كثيرةٍ ؛ كقراءة القرآن الكريم ، وفي ذلك الوقت يُستجاب دعاء المؤمن ، وإنّ صلاة قيام الليل هي نورٌ للعبد يوم القيامة.

¤ يزيد من إقبال المسلم على أداء الاعمال الصالحة ، حيث إنّ أجرها يُضاعف في رمضان.

¤ يربّي الأمّة على الوحدة والاجتماع ، ويؤصّل ذلك المعنى في نفوسهم ، من خلال صيامهم جميعاً في وقتٍ واحدٍ ، وإفطارهم في وقتٍ واحدٍ ، وعلى مائدةٍ واحدةٍ.

¤ يربّي النفس على الالتزام بشرع ودين الله تعالى ، من خلال صيام الإنسان ، وإفطاره في الوقت المحدّد.

¤ يتعلّم المحافظة على وقته ، واستغلاله أفضل استغلال ، من خلال القيام بأعمالٍ مفيدةٍ ، وأداء الطاعات.

¤ يربّي المسلم على التحلّي بالأخلاق الحميدة ، والابتعاد عن الاخلاق الذّميمة ؛ كالغضب ، ويحفظ لسان المسلم من قول الشتائم ، وما قبح من القول ، ويجعل المسلم يتحلّى بالصبر على أداء الطاعات ، والصبر على عدم ارتكاب المعاصي.

¤ يجعل المسلمين أمّةً متماسكةً ، يشعرون ببعضهم البعض ، فيشعر الغنيّ بالفقير والمحتاج ، فيتعلّم المسلم أن يُحسن إلى غيره ، ويتعاون معه ، ويقدّم له النفع والمساعدة.

¤ يتولّد لدى المسلم عبادة حسن الظّن بالله تعالى.
¤ يعوّد المسلم على الإكثار من الدّعاء ؛ لأنّ دعوات الصائم لا يردّها الله تعالى.

¤ يغفر الله ذنوب عباده الصائمين ، ويدخلهم جنّات النعيم.

وما ادراك ما ليلة القدر

 


وما.أدراك.ما.ليلة.القدر

ليلةٌ عظيمة القدْر ، رفيعة الشأن ، مَن حاز شرفَها فاز وغَنِم ، ومَن خسِرها خاب وحُرِم ، العبادة فيها خيرٌ مِن عبادة ألْف شهر.

ليلةٌ مبارَكة، يكفي بها قدرًا أنَّ الله - جلَّ شأنه - أنزل فيها خيرَ كُتبه ، وأفضل شرائع دِينه ؛ يقول الله تعالى فيها : ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ﴾ [القدر 1 - 5].

ليلةُ القدْرِ ليلة ليستْ كبقية الليالي ، أجْرها عظيم ، وفضلها جليل ، المحروم مَن حُرم أجْرَها ولم ينلْ مِن خيرها ؛ قال رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن صام رمضانَ إيمانًا واحتسابًا غُفِر له ما تَقدَّم مِن ذنبه ، ومَن قام ليلةَ القَدْر إيمانًا واحتسابًا غُفِر له ما تَقدَّم مِن ذنبِه)).

وقدْ بيَّن النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - زمانَها فقال - عليه الصلاة والسلام -: ((الْتَمِسوها في العَشْر الأواخِر مِن رمضانَ)) ، وقرَّب للناس وقتَها ، فقال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((تَحرَّوا ليلةَ القدْر في الوترِ مِن العشر الأواخِر مِن رمضانَ))، فهي في الأوتار منها بالذات ؛ أي ليالي : إحدى وعشرين ، وثلاث وعشرين ، وخمس وعشرين ، وسَبع وعشرين ، وتِسع وعشرين.

ورجح بعضُ العلماء أنها تتنقل في هذه الليالي الوتر ، وليستْ في ليلةٍ معيَّنة كلَّ عام ، قال النوويُّ - رحمه الله تعالى -: "وهذا هو الظاهِر المختار لتعارُض الأحاديث الصحيحة في ذلك ، ولا طريقَ إلى الجَمْع بيْن الأحاديث إلاَّ بانتقالها".

وقد أرشدَنا النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - إلى أفضل ما نقول إذا وافقْنا هذه الليلة ؛ فعن أمِّ المؤمنين عَائِشَةَ - رضي الله عنها - أنَّها قالت : يا رسولَ الله ، أرأيتَ إن وافقت ليلةَ القَدْر ما أقول؟ قال : قولي : ((اللهمَّ إنَّكَ عفوٌّ كريمٌ تحبُّ العفوَ فاعفُ عنِّي)).

ولليلة القدر علامات تُعرف بها ، ثبتتْ بسُنَّة النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - ومِن هذه العلامات :

#العلامة_الأولى : أنَّها ليلة مُضيئة ؛ فعَن واثلة بن الأَسْقع - رضي الله عنه - أنَّ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال : ((ليلةُ القَدْر ليلةٌ بَلَجَة ، لا حارَّة ولا بارِدة ، ولا يُرمَى فيها بنَجْم)).

#العلامة_الثانية : أنَّ ليلتَها معتدِلة، لا حارَّة ولا بارِدة ؛ فعن ابن عباس - رضي الله عنهما - أنَّ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((لَيْلة طَلْقَة ، لا حارَّة ولا بارِدة ، تُصبح الشمسُ يومَها حمراءَ ضعيفةً)).

#العلامة_الثالثة : أنَّ الشمس تَطلُع في صبيحتها لا شعاعَ لها ؛ فعن أُبيِّ بن كعب - رضي الله عنه - أنَّ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - أخْبَر أنَّ من علاماتها أنَّ الشمس تطلع صبيحتَها لا شُعاع لها.

فالاجتهادَ الاجتهادَ فيما بقِي مِن أيام وليالي هذه العشر ، علَّنا نوافِق ليلةَ القدر ، وننال ما فيها مِن عظيم الثواب والأجر ؛ اقتداءً بالحبيب المصطفى - صلَّى الله عليه وسلَّم - وأن نُكثِر فيها من الدعاء والتضرُّع إلى المولَى - عزَّ وجلَّ - لنا ولإخواننا المسلمين.
لا حرَمَنا الله مِن خيرها ، وجعَلَنا الله ممَّن يوافقونها ، وينالون أجْرها.

أخلاق المسلم اينما حل

 


أخلاق المسلم اينما حل

عندما نجهل معنى العبادة ومعنى الخلق ومعنى المعروف والمنكر في ضوء المصادر الأصلية للنظام الإسلامي ، كما فهمه السلف الصالح من الصحابة والتابعون في عصر النبي صلى الله عليه وسلم وخير القرون التي بعده ، وطبقوه في مناحي الحياة كلها وشؤون الدنيا بأجمعها ، حتى صاروا المثل الأعلى والقدوة الحسنة لخير أمة على وجه الأرض قلبا وقالبا ، دينا ودنيا ، ظاهرا وباطنا ، ولم ينفك عنهم الخلق الإسلامي المثالي النبيل في أية لحظة من لحظات الحياة سواء أكانوا في المساجد أو في البيوت أو في الشوارع أو في المتاجر أو في المصانع أو في المزارع أو في مكاتب الأعمال أو في ساحات القتال ، فكان الفرد المسلم تجسيدا حيا للأخلاق الإسلامية والسلوك السوي الذي دعا إليه القرآن وطبقه الرسول وأعلن عنه بكل صراحة ووضوح فقال : “إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق” ، فجاء هذا الإعلان مصداقا واقعيا لوصفه تعالى لنبيه إذ قال : “إنك لعلى خلق عظيم” .

أخلاقه في الشارع

إن النظام الإسلامي جزء لا يتجزأ بحيث يشمل جميع مرافق الحياة البشرية وينبغي أن يكون المسلم مصداقا حيا واضحا للأخلاق الإسلامية في كل المرافق التي يزاول فيه أعمال ويواصل فيه نشاطه فإذا خرج من بيته إلى الشارع عموميا كان أو خصوصيا فيحب عليه مرعاة آدابه وحقوقه ومتطلباته ولا يجوز أن يرتع فيه مثل الماشية أو الدواب بدون ضابط وقيود ، ويقول الرب تعالى هاديا مرشدا لعباده إلى ضرورة التزام الهدوء والسكينة والحياء والوقار والاعتدال في المشي ، وفي تنقلاته : “وعبد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما” (الفرقان : 63) ، ويستفاد من هذه الآية الكريمة أمران ضروريان لكل مسلم يتخلق بخلق الإسلام ، أولا : تجنب التبختر والخيلاء في تنقلاته في الشوارع والطرق بصفة خاصة مع أنهما من المنكرات المذمومة بشدة الإسلام في كل حال ومجال ، وثانيا : الابتعاد عن الخوض في لغويات الشوارع وملاهيها وأماكن الفضول فيها وعدم الالتفات إلى كلام السفهاء وغوغاء الجهلاء وضوضاء السفلة علما بأن أي مجتمع أو مكان لا يخلو عن مثل هؤلاء وأولئك ، والمطلوب من المسلم الواعي أن يستنكر ذلك وعدم الخوض في مثل ذلك تورعا وتخلقا بالأخلاق الكريمة .

ومن حقوق الشارع على المسلم إزالة الأذى عن المارة فيه من الحجر والشوك والمسمار والطوب وغيره وذلك بإرشاد واضح صريح من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : “الإيمان بضع وسبعون شعبة ، فأفضلها قول لا إله إلا الله ، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق ، والحياء سعبة من الإيمان” (متفق عليه) . وبعد أن بين الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم أن إماطة الأذى عن الطرق والشوارع جزء من الإيمان بحيث لا يكتمل إيمان مؤمن إلا بتحقيق هذا الجزء أيضا في حياته ، فما أنبل هذا الخالق الكريم ؟ وما ألزمه على المسلم اليوم ؟ فيقول بمزيد من التفصيل والإيضاح : “إنه خلق كل إنسان من بني آدم على ستين وثلاث مائة مفصل ، فمن كبر الله ، وحمد الله ، وهلل الله ، وسبح الله ، واستغفر الله ، وعزل حجرا عن طريق الناس ، أو شوكة أو عظما عن طريق الناس ، أو أمر بمعروف ، أو نهى عن منكر ، عدد الستين والثلاث مائة ، فإنه يمس يومئذ وقد زحزح نفسه عن النار” (رواه مسلم) .

وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :” إياكم والجلوس في الطرقات” فقالوا : يا رسول الله ما لنا من مجالسنا بد ، نتحدث فيها ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :”فإذا أبيتم إلا المجالس فأعطوا الطريق حقه ” قالوا : وما حق الطريق يا رسول الله ؟ قال : “غض البصر ، وكف الأذى ، ورد السلام ،والأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر” (متفق عليه) .

في المتجر والمصنع

إن معيار نجاح التجارة والبيع والشراء والإيراد والتصدير ، ورواج البضائع وكسادها ، وعدمه أو انتقاصه يدور إيجابا وسلبا ، معغ القانون الفطري العقلي السليم الذي وضعه رب البشر وأعلنه في كتابه المجيد إذ قال : “ويل للمطففين الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون” (المطففين : 1-3) . فقد بين القانون القرآني أن نجاح التجارة وخسارتها يتوقف على خلق الأمانة وقلته في المعاملات التجارية ، وأما المطفف وهو الذي بينته الآية التالية بأنه يستوفي حقه في الكيل أو الميزان عند شرائه وينقص أو يغش أو يكذب أو يخفي العيب عند بيعه في الكيل أو في الميزان ، وجدير بالذكر أن المسلمين الأولين كانوا يأخذون بزمام التجارة العالمية البرية والبحرية واشتهروا بالنزاهة والأمانة والاستقامة في المعاملات في أنحاء الدنيا وسجله التاريخ بمداد من نور ، ومنذ أن حادوا عن جادة الطريق والخلق الإسلامي وتسربت إلى معاملاتهم التجارية والمصنعية منكرات الأسواق من الكذب من أجل الربح وإخفاء العيب عن السلع ، وغش المشتري في الثمن والمبيعات ، تسرب الشك في المعاملات معهم واستولى عنوان : “صنع لندن أو أمريكا” على ألباب التجار والمستهلكين على أحد سواء ، في كل قطر في العالم العربي والإسلامي

في المكتب

فإذا انتقلنا من الشوارع والمتاجر إلى مكاتب الموظفين والعاملين في مختلف المصالح والمؤسسات نرى الطامة الكبرى في الاخلال بخلق المسلم الذي دعا إليه القرآن وعلمه رسول الهدى وفرضه العقل السليم في مثل هذه المواقع والخدامات العامة ، ويجب أن يفهم الموظفون والعاملون في المكاتب أنهم يتقاضون المرتبات من أموال الدولة والأمة للقيام بواجيات ومسؤوليات نحو الوطن والمجتمع ، وبعد أن تولى هذا المنصب بمقابل المرتب المتفق عليه بين الطرفين كان حقا عليه القيام بالعمل المطلوب وأن الأجر الذي يتقاضاه من باب الكسب الباطل أي بدون إذا أمهل أو أخل بواجبه وأن تربية أولاده وأفراد أسرته من ذلك المال لا تخلو من شائبة المال الذي حصل عليه بدون حق أو بتفريط فيه .

 

حسن الخلق

 



حسن الخلق

 المعنى الذي بحثت عنه البشرية كثيرًا، وتطلعت إليه منذ ظهور الفلاسفة في القديم، حسن الخُلق في الإسلام من أجل وأعظم الأشياء.

حُسْنُ الخُلُق في الاصطلاح الشرعي:

طلاقة الوجه، وبذل المعروف، وكف الأذى عن الناس، هذا مع ما يلازم المسلم من كلام حسن، ومدارة للغضب، واحتمال الأذى. وأوصى النبي صلى الله عليه وسلم أبا هريرة بوصية عظيمة فقال: (يا أبا هريرة ! عليك بحسن الخلق).  قال أبو هريرة رضي اللّه عنه : وما حسن الخلق يا رسول الله ؟ قال : (تصل مَنْ قطعك، وتعفو عمن ظلمك، وتُعطي من حرمك) [رواه البيهقي].

فإن مكارم الأخلاق صفة من صفات الأنبياء والصديقين والصالحين، بها تُنال الدرجات، وتُرفع المقامات.  وقد خص اللّه جل وعلا نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم جمعت له محامد الأخلاق ومحاسن الآداب.

ومن صفات حسن الخُلق أن يكُف آذاه عن الناس وأن يصلح بينهم وأن يقل كلامه ويكثُر عمله وأن يكون باراً بوالديه وأن يصبر على الاذى ويشكر لله ويرضى بما قسم الله له وأن يكون حليما رقيقاً شفيقاً, لا لعاناً ولا سباباً ولا نماما ولا عجولاً ولا بخيلا ولا حسوداً بل يزرع الابتسامة في وجوه الآخرين، يحب في الله ويرضى في الله ويغضب لله، وأن يتذكر قول الله تعالى: {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ } [ آل عمران 134].

والتحلي بالأخلاق من صفات الفطرة السليمة والعقلاء يدركون أن الصدق والوفاء بالعهد وبذل المعروف أخلاق فاضلة يستحق صاحبها الثناء والكذب والغدر والجبن والبخل أخلاق سيئة يُذم صاحبها

وعن عائشة رضي الله عنها قالت : (ما كان أحد أحسن خلقاً من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما دعاه أحد من أصحابه ولا من أهل بيته إلا قال : لبيك، فلذلك أنزل الله عز وجل : {وإنك لعلى خلق عظيم}.

وعن أم الدرداء قالت : (قام أبو الدرداء ليلة يصلي، فجعل يبكي ويقول : اللهم أحسنت خُلقي فحسن خلقي، حتى أصبح، قلت : يا أبا الدرداء، ما كان دعاؤك منذ الليلة إلا في حسن الخلق؟ فقال : يا أم الدرداء، إن العبد المسلم يحسن خلقه، حتى يدخله حسن خلقه الجنة، ويسيء خلقه، حتى يدخله سوء خلقه النار، والعبد المسلم يغفر له وهو نائم، قلت : يا أبا الدرداء، كيف يغفر له وهو نائم ؟ قال: يقوم أخوه من الليل فيجتهد فيدعو الله عز وجل فيستجيب له، ويدعو لأخيه فيستجيب له فيه).

واعلم أن كل إنسان جاهل بعيوب نفسه، فإذا جاهد نفسه أدنى مجاهدة حتى ترك فواحش المعاصي ربما يظن بنفسه أنه هذب نفسه وحسن خلقه واستغنى عن المجاهدة، فلا بد من إيضاح علامة حسن الخلق.  فإن حسن الخلق هو الإيمان، وسوء الخلق هو النفاق. وقد ذكر الله تعالى صفات المؤمنين والمنافقين في كتابه وهي بجملتها ثمرة حسن الخلق وسوء الخلق.

وإياك وأن تصاحب من ساء خلقه، الذي لا يملك نفسه عند الغضب والشهوة، ويجب أن نتذكر بأن الخلق الحسن يذيب الخطايا كما يذيب الماء الجليد، وأن الخلق السيئ يفسد العمل كما يفسد الخل العسل. وقد تكون للإنسان فضائل كثيرة وخلق سيء يفسد أخلاقه الصالحة كلها.  وتذكر أخي عند الغضب قول الله تعالى : {وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوّاً مُبِيناً}. [الإسراء: 53]

وبالختام فإن حسن الخلق عنوان للفلاح وطريق لإيجاد مجتمع يسود فيه العدل والأمن والتعاون على إصلاح الحياة من الفساد والظلم، ومن كل ما يشقيها ويرهقها، والسير بها إلى الأفضل.

 

أخلاق المسلم يجب أن يتحلى بها كل مسلم

 


أخلاق المسلم يجب أن يتحلى بها كل مسلم

الأخلاق لغةً:

-          جمع ومُفردها: خُلُق، والخُلُق اسمٌ لطبيعة الإنسان وسجيّته التي خُلِقَ عليها.

الأخلاق اصطلاحاً:

- فقد عرّفها الجرجاني بأنّها: "عبارة عن هيئة للنفس راسخة، تصدر عنها الأفعال بسهولةٍ ويُسرٍ، من غير حاجةٍ إلى فكرٍ و رَوِيّةٍ".

 الأخلاق نوعان

-          الأخلاق الفطرية وهي التي تكون غريزة من غرائز الشخص وطِباعه التي خُلِق وَجُبِلَ عليها.

-          الأخلاق المُكتسبة وقد يحتاج المسلم إلى التمرُّسِ والاجتهاد والسّعي للتحلّي بها.

تتنوع أخلاق المسلم أخلاق المسلم

-          أخلاق متعلِّقة بالتعامل مع الله -تعالى-،

-           وأخلاق متعلِّقة بالتعامل مع النفس،

-          وأخرى متعلِّقة بالتعامل مع الأشخاص الآخرين، وغيرها مما هو متعلّق بالمخلوقات الأخرى،

1-أخلاق التعامل مع الله تعالى

-          ينبغي على المسلم أن يتحلّى بأزكى الأخلاق وأفضلِها في التعامل مع خالقه -جلّ وعلا-؛ فهو ربُّ الكون لا إله إلا هو، ولا شريك له، ولا مُنازِع؛ فلا يستوي التعامل مع الله -عزّ وجلّ- بالتعامل مع المخلوق،

-          ومَن يؤمن بالله حقّ الإيمان يتوجّب عليه أن يتعامل مع الله بالأخلاق الآتية:

-           الإيمان به حقّ الإيمان، والتصديق به تصديقاً جازماً. طاعته والتزام أوامره، وعبادته حقّ العبادة، واجتناب نواهيه. الاتصال به اتصالاً وثيقاً، ولزوم ذكره -جلّ وعلا- في جميع الأوقات.

-          حُسنُ الظنِّ به والتوكّل عليه. الرضا بقضائه وقدره. تعظيم شعائره -جلّ وعلا-، وتعظيم كتابه وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم-.

2-أخلاق التعامل مع النفس ينبغي على المسلم أن يتخلّق بالأخلاق اللازمة في التعامل مع نفسه، ومن هذه الأخلاق ما يأتي:

-           أن يُلزِم نفسه بطاعة الله وعبادته -سبحانه-، والالتزام بشرعه.

-          أن يُلزم نفسه بالإخلاص لله -تعالى- في أموره كلّها، ويبتعد عن الرياء.

-          أن يُلزمها بالرضا عن الله -تعالى- والرضا بقدره، ولا ينظر لما في يد غيره من الرزق.

-          إلزامها بالتأدُّب في التعامل مع الله -تعالى-، فلا يسخط ولا يعترض على الله.

-          الالتزام بالأخلاق الحسنة، وحسن الأدب مع الغير، لأنَّ حسن الخلق مع الغير يعكس مرآة النفس.

-          الاهتمام بتزكية النفس، وعدم ظلمها باقتراف الذنوب والسيئات.

-          وإنَّ لنفسِ المسلم عليه حقّ، فالإنسانُ المسلم يهتمّ بنفسه، ويؤدي حقّها، ولا يُهملها، ولا يقوم فقط بالاهتمام بجوهره وداخله، بل عليه الالتفات أيضاً إلى مظهره وخارجه، فالمسلمُ الحقّ يكون نظيفاً، أنيقاً، حسن المظهر؛ وذلك لأنّه قدوة للناس يُحتذى به، وشامة بيّنة بين الناس، فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّكُم قادِمونَ على إخوانِكُمْ، فأصْلِحُوا رحالَكم، و أصلِحُوا لباسَكُم، حتى تكونُوا كأنَّكُم شامَةٌ في الناسِ، فإِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الفُحْشَ ولا التَّفَحُّشَ).

3- أخلاق التعامل مع الآخرين ينبغي على المسلم التحلّي بالأخلاق الإسلامية في التعامل مع الآخرين، ومنها ما يأتي:

-           كفُّ الأذى عنهم، وعدم التعرّض لهم أو الاعتداء عليهم بأيِّ شكل من الأشكال. البذل والعطاء لهم، والسعي في قضاء حوائجهم، والتفريج عنهم. العفو والصفح عنهم إذا قاموا بالإساءة أو الظلم، وكذلك طلاقة الوجه والبشاشة.

-           أخلاق التعامل مع المخلوقات الأخرى إنّ المسلم الحقّ الذي يتأدب مع الله -تعالى-، ومع نفسه، ومع غيره من الناس، فهو أقرب ما يكون للتأدب مع المخلوقات الأخرى،

4- أخلاق التعامل مع المخلوقات الأخرى ما يأتي:

-           التأدُّب في التعامل معها وعدم ظلمها، وذلك اتباعاً لأوامر الله -عزَّ وجلَّ-. الانتفاع بها على الوجه الشرعي الذي بيّنته لنا الشريعة الإسلامية. استشعار أنَّ هذه المخلوقات خُلِقت لله -تعالى- ولعبادته.

-          الإحسان إليها وعدم إيذائها إلّا بما أمر الله -عزّ وجلّ-.

أهمية الأخلاق الإسلامية

إنّ للأخلاق الإسلامية أهمية كبيرة في حياة المسلم، نذكرها فيما يأتي:

- الأخلاق الإسلامية قوام شخصية المسلم فلا يُقاس الإنسان بمظهره أو أحواله المادية، وإنَّما يُقاس بجوهره وأخلاقه الإسلامية السامية.

-  استمرارية الأخلاق وثباتها وذلك لارتباطها بالعقيدة الإسلامية، وهي حجر الأساس الذي تصدر منه الأخلاق. -  إيجابية آثارها التي تنعكس على الفرد والمجتمع. شموليتها لجميع أحوال المسلم.

 طرق اكتساب الأخلاق الحسنة إنّ المسلم الحقّ مهتمٌ بتهذيب نفسه، وإكسابها أحسن الأخلاق وأفضلها، ولا ينصاع للحجج الواهية التي توهمه بأنّ الأخلاق أمرٌ فطري وليس بإمكانه تغييرها، كما يمكنه اكتساب الأخلاق الحسنة بالطرق الآتية:

-           ترويض النفس وتدريبها على الأخلاق الحسنة بدلالة قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إنما العلمُ بالتَّعلُّمِ، و إنما الحِلمُ بالتَّحلُّمِ، و من يتحرَّ الخيرَ يُعطَهْ، و من يتَّقِ الشرَّ يُوَقَّه).

-           التحلّي بالصبر وطول النَّفَس فالتدرّج باكتساب الأخلاق الحسنة أمرٌ ليس بالهيّن، وهذا التدرّج يحتاج إلى وقت، فليلتزم من ذلك الصبر ولا يستعجل النتائج. الصحبة الصالحة قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (المرءُ على دينِ خليلِه فلْينظرْ أحدُكم من يخاللْ).

التوجه لله -تعالى- بالدعاء فيتوجّه المسلم لربِّه بالدعاء، ويتضرّع له، ويسأله أن يرزقه الأخلاق الحسنة، وثبت عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنّه كان يدعو ويقول: (اللهُمَّ كمَا حسَّنْتَ خلْقِي فحَسِّنْ خُلُقِي) .

مكارم الأخلاق في القرآن الكريم

 


مكارم الأخلاق في القرآن الكريم

القرآن الكريم أحد أهم الكتب السماويّة التي أنزلها الله سبحانه وتعالى والذي يضم العديد من الآيات القرآنيّة التي تهدف إلى توجيه الإنسان لطريق الحق والصواب وتزويدهِ بالأخلاق الحميدة، فيما يلي سنُسلط لك الضوء على الأخلاق في القرآن الكريم، وعلى مجموعةٍ من أهم مكارم الأخلاق التي ورد ذكرها في آياتهِ الكريمة.

أولاً: الصدق

من أهم ما جاء في أخلاق القرآن، إذ تحدّث القرآن الكريم عن أهميّة الصدق واعتبره من أهم أخلاق المسلم، وذلك لأنّ الإسلام يعني الصدق والإنسان الكاذب من غير الممكن أن يكون مسلماً، حيث قال الله سبحانه وتعالى في آياته الكريمة (يا أيُّها الّذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصّادقين).

ثانيّاً: الأمانة

من أهم الأخلاق المذكورة في القرآنوهي من أهم الأخلاق التي حثّ الله سبحانه وتعالى عباده على الإلتزم بها، وذلك لأنّ الإنسان المسلم هو شخصٌ أمينٌ على نفسه وعائلته ومجتمعه وأخلاقه، حيث قال الله سبحانه وتعالى في آياتهِ الكريمة (يا أيُّها الّذين آمنوا لا تخونوا الله والرّسول وتخُونوا أمانتكُم وأنتم تعلمون).

ثالثاً: التواضع

من أهم الأخلاق في القرآن والسنة فلكي تكون مسلماً ومؤمناً بالله تعالى وبقرآنهِ الكريم عليك أن تكون متواضعاً وأن تبتعد عن التعالي وعن التعامل مع الناس بفوقيّةٍ وتكبّر، وذلك لأنّ المؤمن هو شخصٌ متواضعٌ ويتعامل مع الآخرين بمحبةٍ ورفق، حيثُ قال اللهُ سبحانهُ وتعالى في آياتهِ الكريمة ( واخفض جناحكَ لمن اتبعك من المؤمنين).

رابعاً: العفو

لقد حثّ الله سبحانهُ وتعالى الإنسان المسلم على أن يُسامح الآخرين وأن يعفوا عنهم حتّى وإن ارتكبوا بعض الأخطاء بحقهِ، وذلك لأنّ العفو من أهم القيم الأخلاقية في القرآن الكريم وهو يُساعد على بث التسامح بين البشر وعلى زرع المحبة والمودة بينهم، حيث قال الله سبحانه وتعالى في آياتهِ الكريمة (فاعفُ عنهم واصفح إنّ اللهُ يُحب المُحسنين) .

خامساً: الصبر

يتعرّض الإنسان المسلم للعديد من المشاكل في الحياة، وقد تكون هذه المشاكل كبيرة وتحتاج لصبرٍ طويل، لهذا فإنّ الله يُشجع المسلم بأن يصبر على الشدائد وألّا يشعر بالضعف أو الاستسلام، حيث قال في آياتهِ الكريمة (يا أيُّها الّذين آمنوا اصبروا وصابروا) .

سادساً: الرحمة بالوالدين

قد تحدث الله سبحانهُ وتعالى في القرآن الكريم عن أهميّة بر الوالدين في الدنيا وعدم التعامل معهم بقساوةٍ وشدة، ووعد كل من يتعامل مع والديهِ بشدةٍ بالعقاب الشديد، حيث قال في إحدى آياتهِ الكريمة (واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل ربي ارحمهما كما ربّياني صغيرا) .

سابعاً: الشكر

يجب على المسلم أن يشكر الله بشكلٍ دائم على كل النعم التي منحه إياها مهما كانت بسيطة، فكلّما شكر المسلم الله كلما زاده من نعمه ورزقه في الدنيا والآخرة، وقال الله تعالى في آياته الكريمة (إذ تأذّن ربُكُم لئِن شكرتم لأزيدنّكُم ولئِن كفرتُم إنّ عذابي لشديدٌ)

 

الاثنين، 1 أبريل 2024

قصة النبي وأمانته مع السيدة خديجة

 


 قصة النبي وأمانته مع السيدة خديجة

عُرف النبي محمد صلى الله عليه وسلم بين قومه بالصدق والأمانة، حتى أنّ قومه كانوا

 يأتمنونه بسبب ذلك على أموالهم وحاجاتهم، وقد سمعت السيدة خديجة بنت خويلد عنه، 

وكانت خديجة رضي الله عنها من أصحاب النسب والحسب في مكة، وكانت أيضًا من 

أثريائها، كما كانت تعمل في التجارة، وترسل القوافل، فطلبت من النبي محمد أن يسافر 

بتجارتها إلى الشام، وقد وافق صلى الله عليه وسلم، ورافقه في الرحلة غلام لها اسمه 

ميسرة، ولما عادت القافلة من الشام، كانت قد حازت الأرباح الوفيرة، وأخبر ميسرة السيدة 

خديجة بنت خويلد عما شهده في الرسول الكريم من صدقٍ، وأمانة،

قصة النبي وصدقه مع القبائل العربية

 

 قصة النبي وصدقه مع القبائل العربية

 نشب خلافٌ بين القبائل العربية التي تسكن حول الكعبة يومًا، وكان سبب هذا الخلاف رغبة كل واحدةٍ من هذه القبائل بنيل شرف وضع الحجر الأسود في مكانه في الكعبة بعد تجديد بنائها، وتفاقم الخلاف لهذا السبب بينهم، واستمر ذلك لمدة، حتى اقترح أمية بن المغيرة المخزومي عليهم أن يحكموا الأمر الذي يختلفون فيه لأول من يدخل عليهم باب المسجد الحرام، فوافقت القبائل على ذلك، وقعدوا ينتظرون ذلك الشخص الذي سيدخل عليهم الباب، فإذا بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم يدخل منه عليهم، فلما رأوه صاحوا: "هذا الأمين"، وقد كان النبي محمد معروفًا بصدقه وأمانته، فاحتكمت القبائل بأمر الحجر الأسود إليه، ولما انتهوا، طلب إحضار ثوب، فلما أحضروه وضع الحجر الأسود فيه، وطلب من كل قبيلة أن تمسك طرفًا من الثوب، ثم يرفعوه معًا، ففعلوا ما طلب، وساروا به إلى مكانه، وهناك تناوله النبي الكريم ووضعه في مكانه، وانتهى الجدال بين تلك القبائل، وكل ذلك بفضل الأمانة والصدق الذي امتاز به الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.

قصة الأعرابي ( قصة عن الصدق)

 

قصة الأعرابي ( قصة عن الصدق)

عاش في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم أعرابي، وقد آمن بالله، وبنبيه، وجاء يومًا إلى رسول الله يطلب منه أن يسمح له بالقتال في إحدى الغزوات، وكان الأعرابي يرجو الشهادة في سبيل الله، وقد سمح له رسول الله بالمشاركة في إحداها، وبالفعل شارك مع النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه في تلك الغزوة، ولكنه لم ينل الشهادة، وبعدما انتهت الغزوة، وتحقق النصر للمسلمين، تمّ جلب الغنائم من أجل تقسيمها، وحصل كل واحدٍ على حصته، لكن الأعرابي رفض أخذها، وتوجه إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وقال له أنه لم يشارك في الغزوة ويقاتل فيها طمعًا أو رغبةً بالغنائم، وإنما فعل ذلك في سبيل الله ورغبة بالفوز بالشهادة والجنة التي تنتظر من يُقتل في سبيل الله، ورد عليه الرسول الكريم: "إن تصدق الله يصدقك"، بمعنى أنّ الله سيحقق لهذا الأعرابي مبتغاه إذا كان صادقًا برغبتهِ ونيته قبل شيء، وهذا ما فعله الأعرابي؛ فقد صدق نيته مع الله بكل جوارحه، وعندما قامت غزوة أخرى، سارع للمشاركة فيها، وفي نيته الصادقة الشهادة في سبيل الله، فاستشهد خلال القتال، ولما انتهت الغزوة، قام صحابة رسول الله بإحضاره إلى صاحبهم، فسألهم حينما رآه: "أهو هو؟"، فأجاب الصحابة بالإيجاب، فقال النبي الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم: "صدق الله فصدقه"، فقام رسول الله، وقام بغسل الأعرابي وتكفينه، ثم دعا له قائلاً: "اللهم هذا عبدُكَ خرجَ مُهاجرًا في سبيلِكَ، فقُتِلَ شهيدًا، أنا شهيدٌ على ذلِكَ".

أخلاق الحبيب صلى الله عليه وسلم 2



نشأ رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ من أول أمره إلى آخر لحظة من لحظاته متحلياً بكل خلق كريم، مبتعداً عن كل وصف ذميم، فهو أعلم الناس، وأفصحهم لساناً، وأقواهم بياناً، وأكثرهم حياءً، يُضرب به المثل في الأمانة والصدق والعفاف، أدبه الله فأحسن تأديبه، فكان أرجح الناس عقلاً، وأكثرهم أدباً، وأوفرهم حلماً، وأكملهم قوة وشجاعة، وأصدقهم حديثاً، وأوسعهم رحمة وشفقة، وأكرمهم نفساً، وأعلاهم منزلة، ويكفيه شهادة ربه عز وجل له بقوله:{ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ } (القلم:4).

وبالجملة فكل خلق محمود يليق بالإنسان فله - صلى الله عليه وسلم - منه القسط الأكبر، والحظ الأوفر، وكل وصف مذموم فهو أسلم الناس منه، وأبعدهم عنه، شهد له بذلك القاصي والداني، والعدو والصديق، ومن ثم كانت مكارم الأخلاق، سمة بارزة في قول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وفعله وسيرته .

فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال:( لما بلغ أبا ذر مبعث النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، قال لأخيه: اركب إلى هذا الوادي، فاعلم لي علم هذا الرجل الذي يزعم أنه نبي يأتيه الخبر من السماء، واسمع من قوله ثم ائتني، فانطلق الأخ حتى قدمه وسمع من قوله، ثم رجع إلى أبي ذر ، فقال له: رأيته يأمر بمكارم الأخلاق )( البخاري ).

ولما سأل النجاشي ـ ملك الحبشة ـ جعفر بن أبي طالب : ما هذا الدين الذي قد فارقتم فيه قومكم، ولم تدخلوا في ديني ولا دين أحد من الملل؟، قال جعفر : أيها الملك، كنا قوما أهل جاهلية، نعبد الأصنام، ونأكل الميتة، ونأتي الفواحش، ونقطع الأرحام، ونسئ الجوار، ويأكل القوي منا الضعيف، فكنا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولا منا، نعرف نسبه وصدقه، وأمانته وعفافه، فدعانا إلى الله لنوحده، ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان، وأمرنا بصدق الحديث، وأداء الأمانة، وصلة الأرحام، وحسن الجوار، والكف عن المحارم والدماء، ونهانا عن الفواحش، وقول الزور، وأكل مال اليتيم، وقذف المحصنات .. .

وكانت أخلاقه ـ صلى الله عليه وسلم ـ من أهم وسائل دعوته للناس، وخاصة قريش الذين عايشوه صبيا وشابا قبل بعثته، وكانوا يسمونه "محمد الأمين"، ومن ثم أعلنها رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ واضحة:( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) ( أحمد ).

وقال أنس ـ رضي الله عنه ـ:( خدمت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ عشر سنين، فما قال لي أف قط، وما قال لشيء صنعتُه لم صنعتَه، ولا لشيء تركته لِم تركته، وكان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أحسن الناس خُلقا ) ( البخاري ).

ويقول عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ:( لم يكن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فاحشا ولا متفحشا، وكان يقول ـ صلى الله عليه وسلم ـ : إن من خياركم أحسنكم أخلاقا ) (متفق عليه).

وكيف لا يشهد له العدو والصديق بمكارم الأخلاق، وقد هذبه القرآن وربَّاه، ولما سأل سعد بن هشام ، أم المؤمنين عائشة ـ رضي الله عنها ـ عن خلق النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ؟، قالت له: ( ألست تقرأ القرآن؟، قال: بلى، قالت: فإن خلق النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان القرآن ) ( مسلم ).

وكان حسن أخلاقه ـ صلى الله عليه وسلم ـ يشمل ويعم جميع من حوله، فكان ـ صلى الله عليه وسلم ـ يعامل زوجته بالإكرام، والود والحب، والتلطف والمداعبة،ويقول:( خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي ) ( الترمذي )، وكان يعين أهله ويساعدهم، فعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت:( كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يخيط ثوبه، ويخصف نعله ) ( أحمد ). فكان عطوفا ودودا طوال حياته مع أهله، حتى مع مرضعته حليمة السعدية ـ رضي الله عنهاـ، كان يفرش لها رداءه، ويعطيها من الإبل ما يغنيها في السنة الجدباء.

وكذلك كان مع أصحابه يؤلفهم ولا ينفرهم، ويتفقدهم ويعودهم، ويعطى كلَّ مَنْ جالسه نصيبه من العناية والاهتمام، حتى يظن جليسه أنه ليس أحدٌ أكرم منه، وكان لا يواجه أحداً منهم بما يكره.

وكان ـ صلى الله عليه وسلم ـ مع كثرة أعبائه ومسئولياته، يداعب طفلا ويسأله عن عصفور لديه، فعن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال : ( كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أحسن الناس خلقا، وكان لي أخ يقال له أبو عمير، كان يقول له: يا أبا عمير ما فعل النغير(طائر صغير يشبه العصفور) ) ( البخاري ).

بل شمل عطفه ووده وحسن خلقه الحيوان، فكان يقرب للهرة(القطة) الإناء لتشرب .

ومن حياته وسيرته ـ صلى الله عليه وسلم ـ نرى حسن أخلاقه حتى مع أعدائه، فعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ:( أن يهود أتوا النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، فقالوا السام (الموت) عليكم، فقالت عائشة ـ رضي الله عنها ـ: عليكم، ولعنكم الله وغضب الله عليكم، فقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : مهلا يا عائشة عليك بالرفق، وإياك والعنف والفحش، قالت: أولم تسمع ما قالوا؟، قال: أولم تسمعي ما قلتُ؟، رددت عليهم فيستجاب لي فيهم، ولا يستجاب لهم في ) ( البخاري ).

بل انظر إلى شفقته ـ صلى الله عليه وسلم ـ مع من آذاه.. فعن ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ قال:( كأني أنظر إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يحكي نبيا من الأنبياء (يعني نفسه)، ضربه قومه فأدموه، فهو يمسح الدم عن وجهه ويقول: رب اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون ) ( البخاري ).. وحينما تعرض له أهل الطائف بالضرب والإيذاء، جاءه ملَك الجبال ليطبق عليهم الجبلين، فرفض النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وقال : ( بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا )( البخاري ) .

قال القاضي عياض رحمه الله: وأما الأخلاق المكتسبة من الأخلاق الحميدة، والآداب الشريفة التي اتفق جميع العقلاء على تفضيل صاحبها، وتعظيم المتصف بالخلق الواحد منها فضلا عما فوقه، وأثنى الشرع على جميعها، وأمر بها، ووعد السعادة الدائمة للمتخلق بها، ووصف بعضها بأنه جزء من أجزاء النبوة، وهي المسماة بحسن الخُلق، فجميعها قد كانت خلق نبينا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ..

نسأل الله الكريم ربّ العرش العظيم أن يوفقنا جميعا للتخلق بأخلاق هذا النبي الكريم، عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، وأن يمن علينا بالتوفيق لاقتفاء آثاره، والسير على نهجه، وأن يميتنا على سنته، ويحشرنا في زمرته، ويجعلنا من الفائزين بشفاعته .


خلق من اخلاق نبينا

  ✍🏼 خُلُق عظيم من أخلاق رسول الله ﷺ. حديث عائشة -رضى الله عنها- قالت: "ما ضرب رسول الله ﷺ شيئاً قطُّ بيده، ولا امرأةً، ولا خادماً، إل...