الأحد، 31 مارس 2024

من أخلاق نبينا محمد الجزء الأول

 



الحديث الأول قال -صلى الله عليه وسلم-: (خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي).

-           شرح الحديث: ومعنى قوله -صلى الله عليه وسلم-: (خيركم خيركم لأهله) أي: عياله وأهل بيته وذوي رحمه، وقوله: (وأنا خيركم لأهلي)؛ دلالة على أنه خير الناس كلهم، فكان أحسن الناس عشرةً، وأطيبهم أخلاقا، وكان على خلق عظيم -صلى الله عليه وسلم-.

-           العبرة المستفادة من الحديث: أن يحلّى المسلم بأحسن الأخلاق وأعلاها مع أهله؛ فيحسن إليهم ويكون في خدمتهم وملاطفتهم.

الحديث الثاني عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- قالت في وصف الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (كان خُلُقُه القرآن).

-           شرح الحديث: ومعنى الحديث أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أصبح طبعه الامتثال لأوامر القرآن، فمهما أمره القرآن يفعله، وما ينهاه عنه يتركه،

-           فهذا يدل على أن النبي أصبح يتحلّى بما ذُكر بالقرآن من صفات، وكأنه قرآنٌ يمشي على الأرض، فيتصف بكل صفة حميدة، ويترك كل صفة ذميمة، ويمتثل لأوامر الله ويجتنب نواهيه.

-           العبرة من الحديث: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قدوتنا وكان -صلى الله عليه وسلم- يتحلى بأخلاق القرآن، وعلى المسلم أن يتبع هدي النبي بتحليه بأخلاق القرآن، وعلى المسلم أن يكون معيار الغضب عنده هو حرمات الله، فلا يغضب لنفسه وإنما يغضب إذا انتهكت حرمات الله -تعالى-.

 الحديث الثالث عن عائشة -رضي الله عنها-: (لم يكن رسول الله فاحشًا ولا متفحشًا، ولا صخابًا بالأسواق ولا يجزي بالسيئة، ولكن يعفو ويصفح).

   -  شرح الحديث: كان من عادة النبي أنه يحلم ويصفح، فكان الحلم والصفح والتجاوز من صفاته صلوات ربي وسلامه عليه، ولم يكن سيئًا قبيح القول والفحش هو القبيح،

-  وما كان النبي يرفع صوته في الأسواق، ولا يكثر الصياح، وكان يعفو عن المسيء، فكان يعفو في باطنه ويصفح عنه في الظاهر.

- العبرة المستفادة من الحديث: أنه يجب على المسلم أن يكون طيب اللسان، حسن الأخلاق، لا يرفع صوته في غير حاجة؛ فلا يجب أن يصدر من المسلم ما هو قبيح في الأقوال والأفعال.

 الحديث الرابع عن أنس بن مالك -رضي الله عنه-: (خدمت النبيَّ -صلى الله عليه وسلم-، عشر سنين بالمدينةِ، وأنا غلامٌ، ليس كلُّ أمري كما يشتهي صاحبي أن أكونَ عليه، ما قال لي فيها: أفٍ قط وما قال لي: لِمَ فعلت هذا؟ أو أَلَا فعلت هذا).

-           شرح الحديث: ويعني الحديث أن النبي لم يعترض على أمرٍ قام به، ولم يسأله لم فعل هذا أو لمَ لم يفعل هذا، ومعلوم أن النبي -صلى الله عليه وسلم- ترك الاعتراض على أنس فيما يتعلق بالخدمة والآداب لا فيما يتعلق بالتكاليف الشرعية،

-           وأنس يذكر أنه خدم الرسول بأحواله كلها، فلم يكن يتأفف أو يتضجر من شيء، وكان حسن التعامل مع الجميع، وكان يخدم نفسه ولا يُثقل على من هم عنده -صلوات ربي وسلامه عليه- فكان عطوفا على أهله وخدمه وكافة الناس.

-          العبرة التي تضمنها هذا الحديث: الإشارة إلى ضرورة حسن التعامل مع الخدم والغلمان، وإشارة إلى ضرورة تربية الأهل أولادهم على الأخلاق والآداب والانضباط،؛ حتى ينشأ جيل كريم حسن الأخلاق يحمل هم الإسلام ويقتدي بأخلاق نبي الأمة -صلى الله عليه وسلم-.

 الحديث الخامس عن البراء بن عازب -رضي الله عنه- قال: (كانَ رَسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-: أحْسَنَ النَّاسِ وجْهًا وأَحْسَنَهُ خَلْقًا، ليسَ بالطَّوِيلِ البَائِنِ، ولَا بالقَصِيرِ).

-          شرح الحديث: كان الصحابة -رضوان الله عليهم- يُحبون النبي -صلى الله عليه وسلم- حبًا كبيرًا، فكانوا ينقلون صفاته -صلى الله عليه وسلم- لمن بعده، وهذا من حُبهم له، ويذكر الصحابي الجليل البراء بن عازب -رضي الله عنه- في الحديث أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان أحسن الناس خلقا وأكثرهم كمالًا، وكان سمحًا عطوفًا عليهم.

-           العبرة من هذا الحديث: التي يجب أن يأخذها المسلم، هي: الاهتمام بمعرفة صفات النبي-صلى الله عليه وسلم- كما كان يفعل الصحابة رضوان الله عليهم، والتحلي بأخلاق الرسول فهو قدوة كل مسلم. خلاصة المقال: ذكر أخلاق النبي وما كان يتصف به من صفات حسنة، ودعوة المسلم للاقتداء بالنبي -صلى الله عليه وسلم- فهو المثل الأعلى للمسلمين، ومحاولة اتباع سنةِ نبيِّه الكريم، والاقتداء بها، فالله أمر باتباع النبي -صلى الله عليه وسلم-.


العفو

 



 "مُسامحة الآخرين وتجاوز زلّاتهم بطريقةٍ تؤدي إلى قصر دائرة الصراع"، كما يعني: "استبدال الاستياء والأذى بالشفاء"، عند العفو عن شخصٍ ما فإنَّ العفو سينعكس إيجابيًّا على الذي يعفو، فالعفو يكسر جميع الروابط السلبية تجاه شخصٍ ما، وعندما يتحلى الفرد بهذا الخلق سيُصبح أقوى، وقادر على مواجه التحديات والصعوبات التي قد تعتريه، كما يسمح العفو للفرد بالتركيز على الإيجابيات والابتعاد عن استنزاف الطاقة بالتفكير بالألم وكل ما هو سيء،[٢٢] قال تعالى: {وَأَن تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى}.

الكرم

 



"بذل العطاء من أجل الآخرين"، الكرم من الأخلاق العظيمة والتي تنعكس آثارها على صاحبها، فعندما يُعطى الإنسان دون مُقابل، سيُرد له هذا العطاء دون طلب، ونتيجة لذلك فإنَّ الكرم يُضفي إلى حياة الأفراد المُتعة والاحترام، وتقوية العلاقات الاجتماعية، بالإضافة إلى تعزيز الثقة ونشر الطمأنينة بين الأشخاص، كما يخلق السعادة في قلوب الآخرين عند تقديم شيء لهم مهما كان بسيطًا،

-           قال الله تعالى في كتابه الكريم: {وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ}.

الصبر يُعرف ابن القيم الصبر بأنّه:

 



"حبس النفس عن الجزع والتسخط، وحبس اللسان عن الشكوى، وحبس الجوارح عن التشويش"، كما يعني الصبر عند الطبري: "منع النفس محابها، وكفها عن هواها"، ويُعد الصبر سيد الأخلاق، كما يُجزى صاحبه بالأجر والثواب العظيم من عند الله تعالى، كما يُعد أعظم الطرق وأنجحها حتى يحصل الإنسان على ما يُريد،

-           يقول الله تعالى: {يَا أَيّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاة}.

التقوى

 



التقوى من أهم وأعظم القيم التي يجب أن يتحلى بها الإنسان المُسلم، ويُشير خلق التقوى إلى: "الخوف من الله تعالى باجتناب ما نهى عنه واتباع ما أمر به"، كما تُعرف التقوى بأنها: "حفظ النفس عمّا تؤثم وذلك بترك المحظور"، إنَّ التحلي بالتقوى وصية الله تعالى للبشر الأولين منهم والآخرين، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}،

-           وللتقوى آثار وفوائد جليلة تعود على صاحبها، فهي تُلين القلوب، وتُجنب الإنسان عن الوقوع بالمعاصي، ونيل رضا الله تعالى والفوز بالجنة.

مساعدة الآخرين تعني مساعدة الآخرين:

 



"التطوع بالوقت والمال والطاقة من أجل الآخرين"، حيث إن تقديم المساعدة للآخرين بأي شكلٍ من الأشكال يعزز سلامة وصحة الفرد، كما أنَّ الشخص الذي يُقدم مثل هذه المساعدة يكون مثال يُحتذى به لباقي الأفراد في المُجتمع، كما أنَّ مساعدة الآخرين تجعل الإنسان سعيدًا أكثر من غيره،

-           ويعين المرء في الآخرة أيضًا، فقد قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: "من نفَّس عن مؤمنٍ كربةً من كُرَبِ الدنيا نفَّس اللهُ عنه كُربةً من كُرَبِ يومِ القيامةِ".

احترام الغير

 



 احترام الغير هو واجب حتمي على كل فرد، فلا يجوز التقليل من الآخرين ونبذهم، يقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ}،

-           ويعني احترام الغير: "تقبل الأشخاص كما هم عليه، على اختلافاتهم، فاحترام الآخرين يبني الثقة والأمان بين الناس، كما يُتيح للفرد أن يُعبر عن نفسه دون خوف أو تردد، وبذلك تسود المحبة بين أبناء المُجتمع الواحد.

التواضع

 



 إنَّ التواضع أصل الدين والروح، ويُعرف خلق التواضع بأنه: "الخضوع للحق والانقياد له"، أيضًا: "خفض الجناح ولين الجانب"، فهو من أعظم النعم التي أنعم بها الله عز وجل على الإنسان، يقول تعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ}،

-           فالتواضع يرفع الإنسان بين الخلائق، ويجعله أكثر احترامًا بعينه وبعين الآخرين، كما يجعب السكينة والطمأنينة والرحمة يستوطنان قلبه.

الأمانة

 



كتمان السر، وإخلاص المشورة والعمل، وصدق التبليغ فيما كُلّف به، إنَّ مفهوم الأمانة من المفاهيم الواسعة، والذي يلعب دور كبير في تنظيم حياة الأفراد مع أنفسهم، ومع بعضهم البعض، ومع خالقهم أيضًا، ويُعد خلق الأمانة من الأخلاق السامية، والتي لا يكتمل إيمان الفرد إلا بها، سواء كان في التجارة أو غيرها.

-           ومن آثار الأمانة على الأفراد: أن تسود الثقة والطمأنينة بينهم، وصيانة الحرمات، القيام بالأعمال بإتقانٍ وإخلاص، الفوز برضا الله تعالى،

-           قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "لا إيمانَ لمن لا أمانةَ له".

الصدق

 



مُطابقة الكلام للواقع وهو عكس الكذب، والصدق يكون في النية أو القصد، والكلام والعمل، ومن نتائج الصدق أنه يبعث الهدوء النفسي والطمأنينة في نفس صاحبه ولدى من يتعامل معه، والبركة في الرزق، والنجاة من أي مكروه، ويكون موضع محبة واحترام من قبل الناس،

-           وقد أمر الرسول -صلى الله عليه وسلم- بالصدق فقال: "عليكُمْ بالصِّدقِ؛ فإنَّهُ مع البِرِّ، وهُما في الجنةِ".

العدل

 



الإنصاف وإعطاء صاحب الحق حقه، بالابتعاد عن التحيّز والظلم والعنصرية،

-           وللعدل فوائد وآثار عظيمة تعود على الأفراد والمُجتمع ككل، أبرزها رفع الظلم عن الأشخاص، وتعزيز ثقتهم بأنفسهم وبالآخرين، كما يخلق حالة من الطمأنينة والشعور بالراحة لديهم،

-           يقول الله تعالى في كتابه الكريم: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.

أنواع القيم الأخلاقية في المجتمع

 



"قيم سلوكية تقتضيها الفطرة والشرع والعقل، لما لها من أثر كبير وخيّر"،

-           كما يُمكن تعريف القيم الأخلاقية بأنّها: "مجموعة من القيم التي تُسهم في بناء المنظومة الأخلاقية لدى الفرد ومعارفه وسلوكه"،

-          من واجب كل إنسان أن يسعى إلى التحلي بجميع أنواع القيم الأخلاقية السابقة؛ حتّى يستطيع أن يعيش حياة سويّة تسودها المحبة والطمأنينة، وأيضًا كسب رضا الله تعالى، لينعكس هذا الرضا في حياته بالتوفيق وتيسير الحاجات. أهمية القيم الأخلاقية كيف تؤثر القيم الأخلاقية على حياة الإنسان؟

-          تكمن أهمية أنواع القيم الأخلاقية في أنّها تلعب دورًا مهمًا في حياة الإنسان، فهي تؤثر عليه بشكلٍ مباشر في سلوكه وتصرفاته مع العائلة والأصدقاء والزملاء في العمل وفي كل مكان، كما أنّها تساعد في العثور على هدف الإنسان في حياته، كما أنّها تساعد الإنسان على التعامل مع المواقف الصعبة التي ممكن أن يتعرض إليها، واتخاذ القرارات الصحيحة عند الحاجة إلى ذلك، فهي تحث الإنسان على فعل الصواب دومًا، ومن الجدير بالذكر أيضًا

-          أنّ القيم تساعد على معرفة المهنة المناسبة للشخص، وإزالة الفوضى من حياته، وتطوير الشعور بالذات وزيادة الثقة بالنفس، ورفع مستوى السعادة العامة في حياة الإنسان

-         سوف ننشر القيم 

خلق من اخلاق نبينا

  ✍🏼 خُلُق عظيم من أخلاق رسول الله ﷺ. حديث عائشة -رضى الله عنها- قالت: "ما ضرب رسول الله ﷺ شيئاً قطُّ بيده، ولا امرأةً، ولا خادماً، إل...